ماذا أردْتَ إلى طِفلَيْ مُولَّهةٍ |
|
تبكِي وتُنشدُ مَنْ أثكلتَ في النّاسِ |
أمَّا قتلتَهُما ظُلماً فقدْ شَرقتْ |
|
مِنْ صاحِبَيكَ قناتي يومَ أوطاسِ |
فاشرَبْ بكأسِهمَا ثُكْلىً كما شَربتْ |
|
اُمُّ الصَّبيَّينِ أو ذاقَ ابنُ عبّاسِ |
ولمّا بلغ قتلهما أمير المؤمنين عليهالسلام دعا على بُسر ، فقال : «اللهمَّ ، اسلبهُ دينَهُ وعقلَهُ» (١). فخرف بُسر حتّى كان يلعب بخرئه ، ويقول لمَن حضر : انظروا كيف يُطعمني هذان الغلامان ابنا عبيد اللّه هذا الخرء. فشدّوا يديه إلى ورائه ليُمنع من ذلك ، فانجا يوماً في مكانه وأهوى بفمه ليتناول منه ، فمُنع منه ، فقال : أنتم تمنعوني وعبد الرحمن وقثم يُطعماني؟! وبقي على هذا حتّى مات في سنة ٨٦ هجرية أيّام الوليد بن عبد الملك (٢).
خلف على لبابة بعد أبي الفضل عليهالسلام زيد بن الحسن بن أمير المؤمنين عليهالسلام ، فأولدها نفيسة ، تزوّجها الوليد بن عبد الملك بن مروان (٣).
فولدت له ولداً. فكان زيد بن الحسن يفد إلى الوليد ويجلس معه على السّرير ويُكرمه ؛ لمكان ابنته عنده ، ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة (٤).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ / ١٨ ، أنساب الأشراف / ٤٦٠ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٥.
(٢) مروج الذهب ٢ / ١٥٥.
(٣) تذكرة الخواصّ ٢ / ٧١.
(٤) سرّ السّلسلة العلويّة للبخاري / ٢٩.