الفضل ، إلى أنّ قال : وأعطاني دراهمَ فأصلحتُ القبر (١).
ويُحدّث يونس بن يعقوب : أنّ الإمام الكاظم عليهالسلام عند رجوعه من بغداد ماتت ابنة له بـ (فيد) ، فدفنها وأمر بعض مواليه أنْ يجصّص قبرها ، ويكتب على لوح اسمها ويجعله في القبر (٢).
وماتت اُمّ الإمام الحجّة صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) في أيّام أبي محمّد الحسن العسكري عليهالسلام ، فدُفنت في الدار ، وكُتب على لوح : هذا قبر اُمّ محمّد عليهالسلام. ووضع في القبر (٣).
وليس هو من خصائص أولادهم ، وإنّما جرى الأمر على العادة المألوفة من التعريف بالميّت والتنويه بذكره ، فيكون الفعل في غيرها من الأنبياء عليهمالسلام ، والعلماء الصالحين أولى وأرجح وأأكد.
والمراد من البناء المكروه ـ كما نصّ عليه الأردبيلي وكاشف الغطاء (٤) ـ هو ما كان فوق القبر ، بحيث يصير القبر تحت الحائط ؛ فإنّه غير مناسب لحرمة الميّت ، وأمّا البناء المتعارف المتداول بحيث يكون القبر تحت القبّة ، فلا يشمله النهي ، كما لا يشمل عمارة القبّة وتجصيصها وتزيينها ، ولا وضع الصناديق المُزيَّنة والأقمشة النفيسة على القبور والوقف لها.
وإليكَ أسماء مَن تعرّض لهذا الحكم من علمائنا عند مسألة
__________________
(١) الغارات للثقفي ٢ / ٨٥٦ ، فرحة الغري لابن طاووس / ١٣٢ ، بحار الأنوار ٩٧ / ٢٨٠.
(٢) الكافي ٣ / ٢٠٢ ، ح ٣ ، التهذيب ١ / ٤٦١ ، ح ١٤٦ ، الاستبصار ١ / ٢١٧ ، ح ٢ ، وغيرها من المصادر.
(٣) كمال الدِّين للصدوق / ٤٣١ ، وفي الإكمال / ٤٥٩ : إنّها ماتت في زمن الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، وقد تقدّم ذكر ذلك في الهامش.
(٤) كشف الغطاء ١ / ٢٠٨.