الباب؟ وأين العتبة؟ وأين الاستئذان عنده؟!
مع صراحة خبر أبي عامر ـ واعظ أهل الحجاز ـ عن الإمام الصادق عليهالسلام عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وفيه : «إنّ اللّهَ سبحانهُ جعلَ قلوبَ نُجباءٍ مِنْ خلقهِ ، وصفوةٍ مِنْ عبادهِ تحنُّ إليكُمْ ، وتحتملُ الأذَى والمذلّةَ فيزورونَ قُبورَكُمْ ، ويُكثرون زيارتَهُمْ ؛ تقرّباً منهم إلى اللّهِ تعالى ، ومودّةً منهم لرسولِهِ ، اُولئكَ المخصوصونَ بشفاعَتي ، الواردونَ حوضِي ، وهُمْ زوَّاري غداً في الجنّة.
يا عليُّ ، مَنْ عمَّر قبورَكُمْ وتعاهدَها ، فكأنَّما أعانَ سُليمانَ على بناءِ بيتِ المقدسِ ... إلى أنْ قال : ولكنّ حثالةً مِنَ النّاسِ يُعيّرونَ زوّارَكُمْ كما تُعيَّر الزَّانيةُ بزناها ، اُولئك شرارُ اُمّتي ، لا نالتهم شفاعتِي» (١).
وحينئذ فلا ريب في تخصيص العمومات المانعة من تجصيص القبر وتجديده ، بل ادّعى صاحب الجواهر أعلى اللّه مقامه : أنّ البناء على قبور الأئمّة عليهمالسلام والصُّلحاء من ضروري المذهب ، بل الدِّين (٢).
على أنّ النّهي عن التجصيص معارضٌ بما هو أقوى منه سنداً ودلالة وأكثر عدداً ، ومنه حديث صفوان : زار الصادقُ عليهالسلام قبرَ جدّه أمير المؤمنين عليهالسلام ، وذكر فضل زيارته واستئذانه منه أعلام الشيعة بهذا
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٦ / ٢٢ ، المزار للشيخ المفيد / ٢٢٨ ، وغيرهما من المصادر باختلاف في بعض الألفاظ.
(٢) جواهر الكلام ٤ / ٣٤١ ، وعبارته بعد الكلام عن القبور كالتّالي : وحاصل الكلام أنّ استحباب ذلك كاستحباب المقام عندها ، وزيارتها وتعاهدها كاد يكون من ضرورات المذهب إنْ لم يكن الدِّين.