حُبّه لغاية شهويّة ، أو لشيء من عرض الدنيا.
إذاً فحسب عقيل من العظمة هذه المكانة الشامخة ؛ وقد حدته قوةُ الإيمان إلى أنْ يسلق أعداء أخيه أمير المؤمنين عليهالسلام بلسان حديد ، خلّده عاراً عليهم مدى الحقب والأعوام (١).
على أنّ حُبَّ أبي طالب له لم يكن لمحض النّبوّة ؛ فإنّه لم يكن ولده البكر ، ولا كان أشجع ولده ، ولا أوفاهم ذمّة ، ولا ولده الوحيد ، وقد كان في ولده مثل أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأبي المساكين جعفر الطيّار ، وهو أكبرهم سنّاً ، وإنّما كان (شيخ الأبطح) يُظهر مرتبة من الحُبِّ له مع وجود ولده (الإمام) وأخيه الطيّار ؛ لجمعه الفضائل
__________________
قال المؤلِّف : ولكنّه في المجالس ـ مجلس ٢٧ ـ روى عن ابن عباس : أنّ عليّاً عليهالسلام قال لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «أتحب عقيلاً؟».
قال صلىاللهعليهوآله : «أي واللّه ، إنّي لأحبُّه حُبّين : حُبّاً لرسول اللّه ، وحُبّاً لحبّ أبي طالب له ، وإنّ ولدَهُ لمقتولٌ في محبّة ولدك ، فتدمع عليه عيونُ المؤمنين ، وتُصلّي عليه الملائكة المُقرّبون». ثُمّ بكى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله حتّى جرت دموعه على صدره ، وقال : «إلى اللّه أشكو ما تلقَى عترتي بعدي».
وهو في الأمالي للشيخ الصدوق / ١٩١ ح ٢٠١ / ٣ ، وعنه بحار الأنوار ٢٢ / ٢٨٨ ، ح ٥٨.
(١) قال العلاّمة الأميني في الغدير ١٠ / ٢٦١ : قال معاوية لعقيل بن أبي طالب : إنّ عليّاً قد قطعك وأنا وصلتُك ، ولا يرضيني منك إلاّ أنْ تلعنه على المنبر.
قال : أفعل. فصعد المنبر ، ثُمّ قال ـ بعد أنْ حمدَ اللّهَ وأثنى عليه ، وصلّى على نبيّه صلىاللهعليهوآله ـ : أيّها النّاس ، إنّ معاوية بن أبي سفيان قد أمرني أنْ ألعن عليَّ بن أبي طالب فالعنوه ، فعليه لعنةُ اللّه والملائكة والنّاس أجمعين.
ثُمّ نزل ، فقال له معاوية : إنّك لمْ تُبيّن مَن لعنت منهما ، بيّنه. فقال : واللّه ، لا زدتُ حرفاً ولا نقصت حرفاً ، والكلام إلى نيّة المُتكلّم.
العقد الفريد ٢ / ١٤٤ ، المستطرف ١ / ٥٤.
والكلام فيه تورية لطيفة ، ولعنٌ لمعاوية من قِبل عقيل.