والفواضل ، موروثة ومكتسبة.
وبعد أنْ فرضنا أنّ أبا طالب حجّة وقته ، وأنّه وصيٌّ من الأوصياء ، لم يكن يحابي أحداً بالمحبّة وإنْ كان أعزّ ولده ، إلاّ أنْ يجده ذلك الإنسان الكامل الذي يجب في شريعة الحقِّ ولاؤه.
ولا شكّ أنّ عقيلاً لم يكن على غير الطريقة التي عليها أهل بيته أجمع من الإيمان والوحدانية للّه تعالى ، وكيف يشذّ عن خاصّته وأهله وهو وإيّاهم في بيت واحد ، وأبو طالب هو المُتكفّل تربيته وإعاشته ، فلا هو بطارده عن حوزته ، ولا بمبعده عن حومته ، ولا بمتضجّر منه على الأقل.
وكيف يتظاهر بحُبِّه ويدنيه منه ـ كما يعلمنا النّص النّبوي السّابق ـ لو لمْ يتوثّق من إيمانه ويتيقّن من إسلامه ، غير أنّه كان مُبطناً له كما كان أبوه من قبل وأخوه طالب ؛ وإنْ كُنّا لا نشكّ في تفاوت الإيمان فيه وفي أخويه الطيّار وأمير المؤمنين عليهماالسلام.
وحينئذ لم يكن عقيل بدعاً من هذا البيت الطاهر الّذي بُني الإسلام على علاليه ، فهو مؤمن بما صدع به الرسول صلىاللهعليهوآله منذ هتف داعية الهدى.
كما لبّت هذا الهتاف اُختهم اُمّ هاني ، فكانت من السّابقات إلى الإيمان ، كما عليه صحيح الأثر ، وفي بيتها نزل النّبي صلىاللهعليهوآله عن معراجه ، وهو في السّنة الثالثة من البعثة ، وحدّثها بأمره قبل أنْ يخرج إلى النّاس ، وكانت مُصدّقة له ، غير أنّها خشيت تكذيب قريش إيّاه ، وعليه فلا يُعبأ بما زعم من تأخّر إسلامها إلى عام الفتح سنة ثمان من