الهجرة (١).
وما عسى أنْ يقول القائل في اُمّهم ـ زوج شيخ الأبطح ـ بعد شهادة الرسول الأمين صلىاللهعليهوآله بأنّها من الطاهرات الطيّبات المؤمنات في جميع أدوار حياتها.
والعجب ممّن اغتر بتمويه المُبطلين ؛ فدوّن تلك الفرية زعماً منه أنّها من فضائل سيّد الأوصياء ، وهي : إنّ فاطمة بنت أسد دخلت البيت الحرام وهي حاملة بعليٍّ عليهالسلام ، فأرادت أنْ تسجد لهُبل فمنعها عليٌّ عليهالسلام وهو في بطنها! (٢).
وقد فات المسكين أنّ في هذه الكرامة طعناً بتلك الذات المُبرّأة من رجس الجاهليّة ودنس الشرك.
وكيف يكون أشرف المخلوقات بعد خاتم الأنبياء صلىاللهعليهوآله المتكوّن من النّور الإلهي مُودَعاً في وعاء الكفر والجحود؟!
__________________
(١) في مناقب ابن شهر آشوب ١ / ١١٠ ، إنّها ماتت في أيام النّبي صلىاللهعليهوآله ، ولكن ابن حجر في تقريب التهذيب ٢ / ٦٧٣ ، ٨٨٢١ نصّ على وفاتها في خلافة معاوية ، وعليه فليست هي المعنيّة بما في كامل الزيارات / ١٩٥ : وأقبلت إليه بعضُ عمّاته تقول : أشهد يا حسين ، لقد سمعت قائلاً يقول :
وإنّ قَتيلَ الطّفِّ من آلِ هَاشمٍ |
|
أذلَّ رِقَاباً مِنَ قُريشٍ فَذلّتِ |
انتهى كلام المؤلِّف.
أقول : مضافاً إلى ذلك ، فإنّ المُحدّثين ذكروا أنّ قائل هذه الأبيات سليمان بن قتّة الخُزاعي. وارجع إلى : مناقب آل أبي طالب ٣ / ٢٦٣ ، مثير الأحزان لابن نما الحلّي / ٨٩ ، الاستيعاب لابن عبد البر ١ / ٣٩٤ ، نظم درر السّمطين / ٢٢٦ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ٢٥٩ ، اُسد الغابة ٢ / ٢٢ ، تهذيب الكمال ٦ / ٤٤٧ ، سير أعلام النّبلاء ٣ / ٣١٨ ، تاريخ الإسلام ٥ / ١٠٨ ، البداية والنّهاية ٨ / ٢٣٠.
(٢) السّيرة الحلبيّة للحلبي ١ / ٤٢٢ ، شرح إحقاق الحقّ للمرعشي ٨ / ٧٠.