ولعلّ هذا خاصّ بها ومَن جرى مجراها من الزّاكين الطيّبين ، وإلاّ فلم يعهد في زمن الرسالة تلقين الأموات بمعرفة الولي بعده ؛ فإنّه كتخصيصها بالتكبير أربعين مع أنّ التكبير على الأموات خمس.
وبالرغم من هاتيك السّفاسف التي أرادوا بها الحطّ من مقام والدة الإمام عليهالسلام ، أظهر الرسول صلىاللهعليهوآله أمام الاُمّة ما أعرب عن مكانتها من الدِّين ، وأنّها بعين فاطر السّماء حين كفّنها بقميصه الذي لا يبلى ؛ لتكن مستورة يوم يعرى الخلق ، وكان الاضطجاع في قبرها إجابة لرغبتها فيه عند ما حدّثها عن أهوال القبر ، وما يكون فيه من ضغطة ابن آدم.
فتحصّل : إنّ هذا البيت الطاهر (بيت أبي طالب) بيتُ توحيدٍ وإيمانٍ ، وهدى ورشاد ، وإنّ مَن حواه البيت رجالاً ونساءً كُلّهم على دين واحد منذ هتف داعية الهُدى وصَدعَ بأمر الرسالة ، غير أنّهم بين مَن جاهر باتّباع الدعوة ، وبين مَن كتم الإيمان لضرب من المصلحة.