من سوق ذي المجاز أوان مقدمه من اليمن ، فوهبها فاطمة عليهاالسلام ، فباعتها من مُكمل الغفاري ، فولدت منه عونة ، ثُمّ باعها من علي عليهالسلام.
ويحكي ابن خلّكان في الوفيات قولاً أنّها سندية ، أمَة لبني حنيفة سوداء (١).
وحكاه الشيخ الجليل ابن إدريس الحلّي في مزار السّرائر عن ابن حبيب النّسابة ، وقال : إنّه جهل منه وقلّة تأمّل (٢).
ويروي القطب الراوندي في الخرائج : أنّها سُبيت أيام أبي بكر ، وأنّ الزُّبير وطلحة طرحا عليها ثوبيهما طلباً للاختصاص بها ، فصاحت : لا يملكني إلاّ مَن يخبرني بالرُّؤيا التي رأتها اُمّي ، وعن اللوح الذي كُتبت فيه الرُّؤيا ، وما قالته لي. فعجزوا عن معرفته إلاّ أمير المؤمنين عليهالسلام أوضح لها في ملأ من المسلمين أمراً غيبيّاً عجب منه الحاضرون ، فعندها قالت : من أجلك سُبينا ، ولِحُبّك أصابنا ما أصابنا (٣).
ولم يعبأ السيّد المرتضى في (الشافي) بجميع ذلك ، فقال : لم تكُنْ الحنفيّة سبيّة على الحقيقة ، ولم يستبحها عليهالسلام بالسّبا ; لأنّها بالإسلام قد صارت حُرّة مالكة أمرها ، فأخرجها من يد مَن استرقّها ، ثُمّ عقد عليها عقد النّكاح (٤).
__________________
(١) وفيات الأعيان ٤ / ١٦٩.
(٢) السّرائر ١ / ٦٥٧ والعبارة : وهذا خطأٌ منه وتغفيلٌ ، وقلّة تحصيل.
(٣) الخرائج والجرائح للراوندي ٢ / ٥٦٤ ، والكلام منقول بالمعنى في عامّة ألفاظه.
(٤) الشافي للسيّد المُرتضى ٣ / ٣٧١.