فيحاول هنا أن يظهر أن المنصور لا حق له بالخلافة لأن جده ليس من المهاجرين ولا الأنصار.
« فلما اشتد الطلب بمحمد خرج قبل وقته الذي واعد أخاه إبراهيم على الخروج فيه وقيل بل خرج لميعاده وإنما تأخر أخوه لجدري أصابه » (١).
وظهر محمد بن عبد الله النفس الزكية بالمدينة سنة ١٤٥ هـ « فاجتمع معه خلق عظيم ووافته كتب أهل البلدان ووفودهم » (٢).
ويقول المسعودي : « وبايعه خلق كثير من الحاضرة والبادية » (٣) ويذكر أن من كان معه « ولد علي وولد جعفر وولد عقيل وولد عمر بن الخطاب وولد الزبير بن العوام وسائر قريش وأولاد الأنصار » (٤).
وقد تفرق إخوة محمد النفس الزكية في البلدان يدعون إلى إمامته فتوجه ابنه علي إلى مصر ، وابنه عبد الله إلى خراسان وابنه الحسن إلى اليمن ، واخوه موسى إلى الجزيرة ، وأخوه يحيى إلى الري ، ثم إلى طبرستان ، وأخوه إدريس بن عبد الله إلى المغرب (٥).
فلما ظهر محمد بدأ المنصور بمراسلته « ودعاه لحل الخلاف سليماً ليكسب الوقت وليضع مسؤولية الحرب على عاتق خصمه » (٦).
فأرسل المنصور غلى محمد حين خرج : « إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم عذاب عظيم إلا الذين يأتوا من قبل أن أقدر عليك فلك أن أومنك وجميع
__________________
(١) ابن الأثير : الكامل ج ٥ ص ٢.
(٢) اليعقوبي : التاريخ ج ٣ ص ١١١.
(٣) المسعودي : التنبيه والاشراف ص ٣٤١.
(٤) المسعودي : مروج الذهب ج ٣ ص ٣٠٦.
(٥) ن. م ج ٣ ص ٣٠٦.
(٦) الدوري : العصر العباسي الأول ص ٧٨.