الرضا بالإضافة إلى ما ورد من أسباب في المصادر التاريخية وأحسن مرجع في هذا الباب من المصادر الامامية كتاب عيون أخبار الرضا للصدوق.
فقد ذكر الصدوق أن السبب الذي دفع المأمون للبيعة للرضا وذلك لأنه كان يعتقد أن الرضا يدعو إلى نفسه في السر فأراد أن يجعله ولي عهده ليتعرف بالخلافة والملك له « وليعتقد فيه المفتونون به أنه ليس مما ادعى في قليل ولا كثير وأن هذا الأمر لهم دونه ( العباسيين ) » (١).
وهكذا كان الخلفاء العباسيون يعتقدون أن الأئمة يدعون إلى أنفسهم ويطلبون الخلافة ولو لم يخرج منهم أحد لا تخاذهم الجانب السلبي تجاه الأحداث السياسة بعد أن راوا أن لا جدوى من خروجهم. إلا أن الظاهر أن خوف الخلفاء العباسيين كان من أتباع الأئمة الذين اعتقدوا إمامتهم ولم يعترفوا بشرعية الحكم للعباسي.
كما أن منزلة الأئمة وما يتمتعون به من احترام قد أثار خوف العباسيين يدل على ذلك ما رواه الكليني عن الرضا بعد قبوله ولاية العهد ، فكان يقول : « والله ما زادني هذا الأمر الذي دخلت فيه من النعمة عندي شيئاً ولقد كنت بالمدينة وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب ولقد كنت أركب حماري وأمر في سكك المدينة وما بها أعز مني وما كان بها أحد منهم يسألني حاجة يمكنني قضاؤها إلا قضيتها له » (٢).
فلذلك كما يعتقد الصدوق أن المأمون « جعل له ولاية العهد من بعده ليرى الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله من نفوسهم » (٣).
كما يذكر الصدوق أن المأمون إنما فعل ذلك إشارة بما أملاه الفضل ابن سهل على المأمون « أن يتقرب إلى ألله عزَّ وجلّ وإلى رسوله بصلة رحمه بالبيعة بالعهد لعلي بن موسى الرضا ليمحمو بذلك ما كان من أمر
__________________
(١) الصدوق : عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٧٠.
(٢) الكليني : الكافي ج ٨ ص ١٥١.
(٣) الصدوق : عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٣٩.