عن أبي عبد الله قال « قلت له اسأل الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها ، فقال : قد فعل الله ذلك قال : قلت : من هو جعلت فداك؟ فأشار إلى العبد الصالح وهو راقد فقال : هذا الراقد وهو غلام » (١).
وعن أحمد بن مهران أيضاً عن المفضل بن عمر قال « كنت عند أبي عبد الله فدخل أبو إبراهيم وهو غلام فقال : استوصِ به وضع أمره عند من تثق به من أصحابك » (٢).
ويورد عن أبي عبد الله أن منصوراً بن حازم سأله بحضرة عبد الله بن جعفر عمن يتولى الإمامة بعده فأشار إلى موسى بن جعفر وعمره ٥ سنين (٣).
وبهذا تنفي الشيعة إمامة عبد الله بن جعفر. وذكر الكليني عن محمد ابن يحيى عن عيسى بن عبد الله عن محمد بن عمر بن علي ، عن أبي عبد الله قال « قلت له إن كان كون فبمن أئتم قال : بولده ، قلت : فإن حدث بولده حدث ، وترك أخاً كبيراً أو ابناً صغيراً فبمن أئتم؟ قال : بولده ثم قال : هكذا أبداً ، قلت : فإن لم أعرفه ولا أعرف موضعه؟ قال تقول اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي ، فإن ذلك يجزيك إن شاء الله » (٤).
فهذا تأكيد آخر من الصادق على إمامة ابنه موسى بن جعفر وإن الإمامة بعده في أولاده ونفي إمامة من ادعى الإمامة من غير موسى وأولاده وقد قال الصادق ذلك لكثرة ما ظهر في عصره من اختلافات في الإمامة وكثرة من ادعاها من ولده ومن دعا إليهم من أتباعه.
وأورد الكليني عن فيض بن المختار عن أبي عبد الله : أن فيضاً
__________________
(١) الكليني : الكافي ج ١ ص ٣٠٨ ويقصد بالعبد الصالح موسى بن جعفر.
(٢) ن. م ج ١ ص ٣٠٨.
(٣) ن. م ج ١ ص ٣٠٩.
(٤) ن. م ج ١ ص ٣٠٩.