الإمامية وتطورها كما تبحث في العقائد والآراء. ثم إنها تهتم اهتماماً كبيراً بقضية الإمامة وتعطي معلومات وافية عن حياة الأئمة وتاريخهم ودورهم في تطور عقائد الأمامية.
(٦٠) ان أقدم المصادر المتوفرة من كتب الإمامية كتاب سليم بن قيس الكوفي الهلالي الملقب بأبي صادق ( ت ٩٠ هـ ).
وقد أدرك سليم بن قيس علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين والباقر وتوفي في أيام علي بن الحسين مستتراً عن الحجاج أيام ولايته (١).
وتعطي الشيعة أهمية كبيرة لكتاب سليم بن قيس وتعده من الأصول التي يعوّل عليها يقول النعماني « ان كتاب سليم بن قيس أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم حملة حديث أهل البيت وأقدمها .... » (٢).
ويذكر ابن النديم أن سليماً قد أخفى كتابه هذا لأنه عاش أيام الحجاج متوارياً فلما حضرته الوفاة سلم الكتاب إلى أبان بن أبي عياش الذي رواه وهو أول كتاب ظهر للشيعة (٣).
وهناك خلاف حول صحة نسبة الكتاب إلى سليم بن قيس ، لأن سليماً ذكر أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت وأن الأئمة ثلاثة عشر. ويقول العلامة الحلي في هذا الصدد : « والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد من كتابه (٤). ولكني لم أجد ما ذكر في النسخة التي اطلعت عليها. ويتصف كتاب سليم بن قيس أو السقيفة كما يسمى أحياناً بأنه عبارة عن مجموعة من الأخبار التاريخية أخذها سليم عن عمار بن ياسر توفي في صفين ( سنة ٣٧ هـ ) وسلمان الفارسي ( ت ٣٥ هـ ) والمقداد ( ت٣٣ هـ ) وأبي ذر ( ت ٣٢ هـ بالربذة ) كما قال في مقدمة كتابه.
__________________
(١) انظر كتاب الرجال : البرقي ص ٤ ، ٩٧ والنعماني : الغيبة ص ٥٣.
(٢) النعماني : الغيبة ص ٤٧.
(٣) ابن النديم : الفهرست ص ٢٥٤.
(٤) الحلي : الرجال ص ٨٣.