فهذه أهم المبادئ التي بنت عليها الشيعة الإمامية نظرية الإمامة فيما بعد.
وقد أثبتت الشيعة الإمامية إمامة محمد بن الحسن بن علي ( المهدي ) بعدة أدلة ونصوص منها ما رواه الكليني.
فقد أورد عن علي بن محمد ... عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس قال أتيت سر من رأى ولزمت باب أبي محمد ( الحسن العسكري ) فدعاني من غير أن استأذن ، فلما دخلت وسلمت قال لي : يا أبا فلان ما الذي أقدمك؟ قلت : رغبة في خدمتك قال : فقال : فألزم الدار قال : فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليه من غير إذن إذا كان في دار الرجال ، فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني مكانك لا تبرح ، فلم أجسر أن أخرج ولا أدخل ، فخرجت علي جارية معها شيء مغطى ثم ناداني أدخل فدخلت ونادى الجارية فرجعت فقال لها : أكشفي عما معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه ... فقال : هذا صاحبكم ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد ( الحسن العسكري ) » (١).
كما روي أيضاً عن علي بن محمد عن محمد بن علي بن بلال قال « خرج إلي من أبي محمد قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ، ثم خرج إلي من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده » (٢).
وعن علي بن يحيى ... عن أبي هاشم الجعفري قال « قلت لأبي محمد : جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أن أسألك؟ فقال : سل قلت : يا سيدي هل لك ولد؟ فقال : نعم قلت : فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه قال : بالمدينة » (٣).
__________________
(١) الكليني : الكافي ج ١ ص ٣٢٨.
(٢) ن. م ج ١ ص ٣٢٨.
(٣) ن. م ج ١ ص ٣٢٨.