علياً » (١). وبضوء الروايات السابقة يتبين أن بعض من امتنع عن البيعة هم أقرباء لعلي ، أما القسم الآخر فقد وقفوا بجانب علي وفضلوه وأهلوه للخلافة يدل على ذلك قول خالد بن سعيد وقد كان غائباً وقت السقيفة فأتى علياً فقال : « هلم أبايعك فوالله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك » (٢).
وقول سلمان حين بويع أبو بكر « لو بايعوا علياً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم » (٣).
ويذكر سليم أن جماعة من المهاجرين والأنصار وعددهم أربعون رجلاً أتوا إلى علي بن أبي طالب فبايعوه فطلب منهم أن يصبحوا عند بابه محلقين رؤوسهم عليهم السلاح فما أجاب منهم غير أربعة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام (٤). ويؤكد ذلك اليعقوبي ولا يذكر عدد من اجتمع إلى علي إلا أنه يقول أنه لم يأته منهم غير ثلاثة نفر (٥).
وهذا دليل على قلة أنصار علي في هذه الفترة.
إلا أن جميع من امتنع عن بيعة أبي بكر بايعه بعد أن بايع عليُّ. وقد كان علي بن أبي طالب في هذه الفترة يشكو قلة الأنصار قال : « فسدلت دونها ثوباً وطويت عنها كشحاً وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى... » (٦). فهذا رأي علي بن أبي طالب بالخلافة في تلك الفترة.
وفي الفترة التي تلت السقيفة لم نسمع صوتاً لعلي بن أبي طالب ولا
__________________
(١) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج ٣ ص ٢٠٢.
(٢) اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ١٠٥.
(٣) البلاذري : أنساب الأشراف ج ١ ص ٥٩١ ، ويذكر أبو جعفر أحمد بن أبي عبد الله البرقي ( ت٢٨٤ هـ ) من أصحاب الإمام محمد الجواد صاحب كتب الرجال أن هناك جماعة اعتزلت البيعة ويذكر أن عددهم ١٢ رجلاً ستة من المهاجرين وستة من الأنصار. انظر البرقي : الرجال ص ٦٣.
(٤) سليم بن قيس : السقيفة ص ١١٥.
(٥) اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ١٠٥.
(٦) ابن أبي حديد : شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٥٠.