من وفاة الرسول حتى تولي علي الخلافة ظهور مؤيدين آخرين لعلي مثل ثابت بن قيس الأنصاري ، وخزيمة بن ثابت وصعصعة بن صوحان وعقبة بن عمرو ومالك بن الحارث الأشتر (١).
ولكن المصادر التاريخية لا تشير إلى كلمة شيعة إلا في وقعة الجمل « شيعته من همدان » (٢).
ثم ترد كلمة شيعة في وقعة صفين في صحيفة التحكيم (٣). وترد الشيعة هنا بمعنى الأنصار.
فيمكن بعد هذا أن نعد هؤلاء الأشخاص البدايات أو البذرة الأولى للتشيع وأن هؤلاء الأشخاص قد أيدوا علياً في إثبات حقه بالإمامة ، ففكرة التشيع إذن أول ما بدأت بأشخاص اعتقدوا إمامة علي بن أبي طالب بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولننظر الآن إلى آراء بعض المؤرخين والباحثين حول بداية التشيع ، فالمقدسي يقول : « اعلم أن الشيعة أتوا في حياة علي ثلاث فرق ، فرقة على جملة أمرها في الاختصاص به والموالاة له مثل عمار وسلمان والمقداد وجابر وأبي ذر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وجرير بن عبد الله البجلي ودحية بن خليفة » (٤).
والفرقة الثانية « تغلو في عثمان وتميل إلى الشيخين مثل عمرو بن الحمق ومحمد بن أبي بكر ومالك الأشتر » (٥).
والفرقة الثالثة السبأية « أتباع عبد الله بن سبأ » (٦). فالمقدسي يذكر
__________________
(١) اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ١٥٥ وقد ذكر اليعقوبي أن هؤلاء قد أعطوا رأيهم في علي بن أبي طالب في خطبهم في أول يوم توليه مما يدل أن هؤلاء قد فضلوه وأهلوه للخلافة قبل هذا الوقت وأنهم كانوا يلقبوه بالوصي يدل على ذلك قول مالك بن الحارث الأشتر : « أيها الناس هذا وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء ... »
(٢) المسعودي : مروج الذهب ج ٢ ص ٣٧٧.
(٣) نصر بن مزاحم : صفين ص ٥٠٤.
(٤) المقدسي : البدء والتاريخ ج ٥ ص ١٢٤.
(٥) ن. م ج ٥ ص ١٢٥.
(٦) ن. م ج ٥ ص ١٢٥.