ولا ما حدث له فى بعض بيوتات الطبقة الراقية ، ولا حاله فى سياسة الملك وإدارة شئون الدولة وحسن تنظيمها.
(إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (٤) قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٥) وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦))
تفسير المفردات
لأبيه : هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، روى أحمد والبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب ابن إسحق بن إبراهيم».
أحد عشر كوكبا : هم إخوته وكانوا أحد عشر نفرا ، والشمس والقمر : أبوه وأمه ، والسجود : من سجد البعير ، إذا خفض رأسه لراكبه حين ركوبه ، وكان من عادة الناس فى تحية التعظيم بفلسطين ومصر وغيرهما الانحناء مبالغة فى الخضوع والتعظيم ، وقد استعمله القرآن فى انقياد كل المخلوقات لإرادة الله وتسخيره ، ولا يكون السجود عبادة إلا بالقصد والنية للتقرب إلى من يعتقد أن له عليه سلطانا غيبيا فوق سلطان الأسباب المعهودة ، وقص الرؤيا : الإخبار بها على وجه الدقة والإحاطة ، وكاد له إذا دبر الكيد لأجله لمضرّته أو لمنفعته كما قال «كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ».
والاجتباء من جبيت الشيء : إذا حصّلته لنفسك والتأويل : الإخبار بما يئول إليه الشيء فى الوجود ، وسميت الرؤيا أحاديث باعتبار حكايتها والتحديث بها ، والآل أصلها