وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً. كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً. انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ، وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً» وقوله صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه».
والخلاصة ـ أن الدين يبيح التمتع بالطيبات من المآكل والمشارب ، ويبيح الزينة فى غير سرف ولا خيلاء ، على شريطة ألا يجعلها المرء كل همه فى الحياة ، فيحتقر المواهب الإنسانية من عقلية وروحية وهى التي سما بها الإنسان على غيره من المخلوقات ، ألا ترى أن الثور يفضله فى كثرة الأكل ، والبعير فى كثرة الشرب ، والعصفور فى كثرة السّفاد ، والطاوس فى الزينة ولمعان اللباس.
(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١٧))
تفسير المفردات
البينة : ما يتبين به الحق كالبرهان فى الأمور العقلية ، والنصوص فى الأمور النقلية ، والتجارب فى الأمور الحسية ، والشهادة فى القضاء ، ويتلوه : يتبعه ، والشاهد : هو القرآن ، والموعد : مكان الوعد وهى النار يردها كما قال : «لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ» والمرية : الشك.