(فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٥) وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (١٦) قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ (١٧) وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١٨))
تفسير المفردات
أجمعوا : أي عزموا عزما لا تردد فيه ، وأوحينا إليه : أي ألهمناه كما فى قوله : «وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى» والعشاء : من الغروب إلى العتمة : أي حين يخالط سواد الليل بقية بياض النهار ، والاستباق : تكلف السبق فى العدو أو فى الرمي ، والمتاع : فضل الثياب وماعون الطعام والشراب ، ومؤمن : أي مصدق ، وسولت : زينت وسهّلت ، والصبر الجميل : ما لا شكوى فيه إلى الخلق ، على ما تصفون : أي من هذه المصيبة وعظيم الرزء.
المعنى الجملي
جاءت هذه الآيات الأربع لبيان ما اعتزموا عليه ونفذوه بالفعل وما اعتذروا به لأبيهم من كذب ، وما قابلهم به من تكذيب وصبر واستعانة بالله عز وجل.
الإيضاح
(فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) أي فلما ذهب به إخوته من عند أبيه بعد مراجعتهم له وقد عزموا عزما