من قعره ، والسيارة جماعة المسافرين الذين يسيرون فى الأرض من مكان إلى آخر للتجارة أو غيرها.
أي قال قائل منهم وهو روبين : لا تقتلوا يوسف وألقوه فى قعر البئر حيث يغيب خبره فيلتقطه بعض المسافرين ويأخذوه إلى حيث ساروا فى الأقطار البعيدة ، وبذا يتم لكم ما تريدون ، وهو إبعاده عن أبيه إن كنتم فاعلين ما هو المقصد لكم بالذات ، إذ لا شك أن قتله لا يعنيكم لذاته ، فعلام تسخطون خالقكم باقتراف جريمة القتل والغرض يتم بدونها ؛ وجاء فى سفر التكوين من التوراة أن روبين مكربهم إذ كان يريد إخراجه من الجب وإرجاعه إلى أبيه فإنهم وضعوه فى بئر لا ماء فيها ، فمرت بها سيارة من تجار العرب مسافرة إلى مصر ، فاقترح عليهم يهوذا إخراجه وبيعه لهم ، إذ لا فائدة لهم من قتله وهو من لحمهم ودمهم ففعلوا.
(قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (١١) أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (١٢) قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (١٣) قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ (١٤))
تفسير المفردات
الناصح : المشفق المحب للخير ، والرّتع : الاتساع فى الملاذ ، والمراد باللعب لعب المسابقة والانتضال بالسهام ونحوهما مما يتدرّب به لمقاتلة الأعداء وتعليم فنون الحرب ، والحزن : ألم النفس من فقد محبوب أو وقوع مكروه ، والخوف : ألم النفس من توقع مكروه قبل وقوعه ، والعصبة : الجماعة التي تعصب بها الأمور ، وتكفى بآرائها الخطوب وخاسرون : ضعفاء عاجزون. أو هالكون لاغناء عندهم ولا نفع.