فى الدنيا ، ولكل شىء عنده قدر ، ولكل قدر أجل ، وإليه ترجعون فى الآخرة فيجازيكم بما كنتم تعملون من خير وشر ، ولا تظلمون نقيرا.
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (٣٥))
المعنى الجملي
قال مقاتل وغيره : هذه الآية معترضة فى قصة نوح حكاية لقول مشركى مكة فى تكذيب هذه القصص. وللجمل والآيات المعترضة فى القرآن حكم وفوائد ، منها تنبيه الأذهان ومنع السآمة وتجديد النشاط بالانتقال من غرض إلى آخر والتشويق إلى سماع بقية الكلام ، ومن المتوقع هنا أن يخطر فى بال المشركين حين سماع ما تقدم من هذه القصة أنها مفتراة ، لاستغرابهم هذا السبك فى الجدال ، والقوة فى الاحتجاج فكان إيراد هذه الآية تجديد للرد عليهم وتجديدا لنشاطهم.
الإيضاح
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) أي بل أيقول مشركو مكة : إن محمد افترى خبر قوم نوح.
فأمره الله أن يجيبهم بقوله :
(قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي) أي إن كنت افتريته على الله كما تزعمون فما عليكم فى ذلك من بأس ، إنما إثم ذلك وعقابه علىّ ، ومن كان يؤمن أن هذا إجرام يعاقب عليه فاعله ، فما الذي يحمله على اقترافه؟.
(وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ) أي كما أنى برىء من آثامكم وذنوبكم ، فحكم الله العدل أن يجزى كل امرئ بعمله كما قال : «وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى».