قوله : (بالكتاب).
إشارة إلى ما نقله ، وإلى قوله تعالى (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ) (١). سيّما بملاحظة شأن نزول الآية ، لأنّ التطهير الذي أراد أنّه هو التطهير من الحدث والخبث ، فهو التطهير الشرعي الموقوف على الطهارة الشرعيّة.
ويؤيّده تتبّع تضاعيف الأخبار ، فإنّ «الطهور» الوارد فيها بمعنى المطهّر ، مثل قولهم عليهمالسلام : «إنّ الله جعل التراب طهورا كما جعل الماء طهورا» (٢). إلى غير ذلك ممّا لا يكاد يحصى.
قوله : (وفاقا للعماني).
أقول : أجمع علماؤنا على انفعال القليل بالملاقاة ، سوى ابن أبي عقيل (٣) ولعلّه خارج غير مضرّ ، لكونه معلوم النسب.
مع أنّ علماءنا أيضا ادّعوا الإجماع في مقامات متعدّدة موقوفة على انفعال القليل من دون استثناء ابن أبي عقيل.
بل لا يحسن استثناؤه مثل ما مرّ في تطهير الولوغ واحتياجه إلى التعفير (٤).
مع أنّ المستند صحيحة أبي العبّاس عن سؤر الحيوانات ـ إلى أن انتهى إلى
__________________
(١) الأنفال (٨) : ١١.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٦٠ الحديث ٢٢٣ ، تهذيب الأحكام : ١ / ٤٠٤ الحديث ١٢٦٤ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٣٨٥ و ٣٨٦ الحديث ٣٩٣٤ و ٣٩٤١.
(٣) نقل عنه العلّامة في مختلف الشيعة : ١ / ١٧٦ و ١٧٧.
(٤) راجع! الصفحة : ٨٠ و ٨١ من هذا الكتاب.