الأخبار مثل ما ورد : من أنّها بمنزلة الهديّة متى ما أتي بها قبلت (١).
مع أنّ تسميتها قضاء ، من جهة كونها في الوقت الذي كان الأولى التقديم عليه ، فلا مشاحة في الاصطلاح.
نعم ، اعتقاد كون هذا الوقت من الوقت الاولى حرام ، إن لم ينشأ من شبهة ، أو نشأ من التقصير.
ثمّ اعلم! أنّ الأخبار الواردة بمضمون (٢) الصحيحة المذكورة في غاية الكثرة ، بل بلغت حدّ التواتر ، ومرّ بعض منها.
ومرّ أيضا احتمال إرادة قامة رحل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّه كان ذراعا للأخبار الكثيرة (٣) ، فلذا استدلّ في «المعتبر» بالصحيحة المذكورة ، على اعتبار المثل والمثلين (٤).
واعترض عليه في «المدارك» : بالطعن في سند الروايات الدالّة على كون المراد من القامة الذراع ، ولأنّ قوله عليهالسلام في الصحيحة : «فإذا بلغ فيئك». إلى آخره صريح في اعتبار قامة الإنسان (٥).
وفيه ، أنّ ما دلّ على كون القامة هي الذراع كثيرة ، ومع ذلك اعتبرها القدماء ، فإنّ سند بعضها موثّق إلى علي بن أبي حمزة عن الصادق عليهالسلام.
والشيخ ادّعى إجماع الشيعة على العمل برواياته (٦) ، وبعضها موثّق إلى ابن
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٤٥٤ الحديث ١٤ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٢٣٢ الحديث ٥٠٠٧.
(٢) في (ز ٣) : بمقتضى.
(٣) راجع! الصفحة : ٤٣٨ و ٤٣٩ من هذا الكتاب.
(٤) المعتبر : ٢ / ٤٨.
(٥) مدارك الأحكام : ٣ / ٦٩ ـ ٧٠.
(٦) عدّة الاصول : ١ / ١٥٠.