الفجر ، على ما نصّ عليه أهل اللغة (١).
ولا يعارضها ما روي عن الصادق عليهالسلام : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا صلّى العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمرا فيرقد ما شاء الله ، ثمّ يقوم فيستاك ويتوضّأ ويصلّي أربع ركعات ، ثمّ يرقد ، ثمّ يقوم فيستاك ويتوضّأ ويصلّي أربع ركعات ، ثمّ يرقد حتّى إذا كان في وجه الصبح قام فأوتر ثمّ صلّى الركعتين ، ثمّ قال (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (٢) قلت : متى يقوم؟ قال : «بعد ثلث الليل» وفي حديث آخر : «بعد نصف الليل» (٣).
وفي صحيحة معاوية بن وهب مثل ذلك مع زيادة منها أنّه : «يركع أربع ركعات على قدر قراءة ركوعه وسجوده على قدر ركوعه يركع حتّى يقال : متى يرفع رأسه ، ويسجد حتّى يقال : متى يرفع رأسه؟» وفي الأربع ركعات الأخيرة أيضا قال : «أنّه كان يصلّيها كما ركع قبل ذلك» (٤) ، لأنّ الأصحاب أفتوا بالأوّل ، لتضمّنها أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان بعد العشاء ينام ، أي لا يصلّي الوتيرة وغيرها ، كما يظهر من الأخبار الاخر أيضا.
وكذا تضمّنها أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يركع ، حتّى يقال : متى يرفع رأسه ، وكذلك يسجد ، وأنّ ركوعه وسجوده كان على قدر قراءته.
فظهر منه زيادة طول قراءته أيضا ، فربّما يشعر جميع ما ذكر بكون ذلك من خصائصه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإن كان في الاولى منها (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (٥).
__________________
(١) الصحاح : ٢ / ٦٧٨ ، المصباح المنير : ٢٦٧ ، القاموس المحيط : ٢ / ٤٦.
(٢) الأحزاب (٣٣) : ٢١.
(٣) الكافي : ٣ / ٤٤٥ الحديث ١٣ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٢٧٠ الحديث ٥١٣٢ و ٥١٣٣.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٣٤ الحديث ١٣٧٧ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٢٦٩ الحديث ٥١٣١ مع اختلاف يسير.
(٥) الأحزاب (٣٣) : ٢١.