ورواية جارود قال : قال لي الصادق عليهالسلام : «يا جارود! ينصحون فلا يقبلون فإذا سمعوا بشيء نادوا به أو حدّثوا بشيء أذاعوه ، قلت لهم : مسّوا بالمغرب قليلا فتركوها حتّى تشتبك النجوم فأنا الآن اصلّيها إذا سقط القرص» (١).
ورواية عمّار عن الصادق عليهالسلام : «أمرت أبا الخطاب أن يصلّي المغرب حين زالت الحمرة فجعل هو الحمرة التي من قبل المغرب» (٢) ، الحديث. إلى غير ذلك وستعرف بعضا آخر.
والسند في هذه الأخبار وما سيجيء منجبر بالتحقيق الذي ذكر ، وبالشهرة العظيمة بين الأصحاب وبكثرة الورود ، ومخالفة العامّة ، وبحكاية أبي الخطّاب ، وأنّه أخّر المغرب حتّى تشتبك النجوم (٣) ، إذ هي من المتواترات.
والأخبار كثيرة في أنّ التأخير منه لم يكن مجرّد اختراع ، بل الصادق عليهالسلام أمره بتأخير فتوهّم تأخيرا آخر.
وحجّة القول المشهور ما ذكرنا من الأخبار المنجبرة ، وكصحيحة ابن أبي عمير عمّن ذكره ، عن الصادق عليهالسلام قال : «وقت سقوط القرص ووجوب الإفطار أن تقوم بحذاء القبلة وتفقد الحمرة التي ترتفع من المشرق ، فإذا جازت قمّة الرأس إلى ناحية المغرب فقد وجب الإفطار وسقط القرص» (٤).
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٥٩ الحديث ١٠٣٢ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١٧٧ الحديث ٤٨٤١ مع اختلاف يسير.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٥٩ الحديث ١٠٣٣ ، الاستبصار : ١ / ٢٦٥ الحديث ٩٦٠ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١٧٥ الحديث ٤٨٣٦ مع اختلاف يسير.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٣ الحديث ١٠٢ ، الاستبصار : ١ / ٢٦٨ الحديث ٩٧٠ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١٨٩ الحديث ٤٨٨٢.
(٤) الكافي : ٣ / ٢٧٩ الحديث ٤ ، تهذيب الأحكام : ٤ / ١٨٥ الحديث ٥١٦ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١٧٣ الحديث ٤٨٣٠ مع اختلاف يسير.