أكثر منه ارتفاعا ، وربّما لا يرى على السطح المرتفع إلّا أنّه يرى لو كان تلّ ، والتلال أيضا متفاوتة في الارتفاع ، وإذا صعد التلّ يرى القرص.
وربّما لا يصعد لكن يرى شعاع الشمس على المرتفع ، ولا يصدق عرفا أنّه المغرب ، سواء كان المرتفع جدارا أو منارا أو تلّا ، وربّما لا يرى في التلال ، إلّا أنّه يرى في الجبال ، بحيث يصدق عرفا عدم المغرب جزما.
ولعلّه إلى ما ذكرنا أشار ما في بعض الأخبار ، مثل الموثّق كالصحيح عن يعقوب بن شعيب ، عن الصادق عليهالسلام قال : «مسّوا بالمغرب قليلا فإنّ الشمس تغيب من عندكم من قبل أن تغيب من عندنا» (١).
ولعلّ المراد أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان من أهل الحجاز ، وأرضها تلال وجبال كثيرة ، سيّما مكّة والمدينة ـ شرّفهما الله تعالى ـ ، ومع رؤية القرص في التلّ والجبل أو الشعاع عليهما ما كان أهلها يبنون على دخول وقت المغرب ، وفي العراق ليس تلّ ولا جبل ، والعبرة بمغرب أهل الحجاز لأنّه اصطلاح صاحب الشرع.
ومثل رواية عبد الله بن وضاح ، عن الكاظم عليهالسلام أنّه كتب إليه : يتوارى القرص ويقبل الليل ثمّ يزيد الليل ارتفاعا ، وتستتر عنّا الشمس وترتفع فوق الجبل حمرة ، ويؤذّن عندنا المؤذّنون فأصلّي وافطر حينئذ ، أو انتظر حتّى تذهب الحمرة التي فوق الجبل؟
فكتب : «أرى لك أن تنتظر حتّى تذهب الحمرة وتأخذ بالحائطة لدينك» (٢).
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٥٨ الحديث ١٠٣٠ ، الاستبصار : ١ / ٢٦٤ الحديث ٩٥١ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١٧٦ الحديث ٤٨٣٩ مع اختلاف يسير.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٥٩ الحديث ١٠٣١ ، الاستبصار : ١ / ٢٦٤ الحديث ٩٥٢ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١٧٦ الحديث ٤٨٤٠.