المغرب حتّى ظهرت النجوم (١). والتأويل أنّه عليهالسلام كان له شغل عن الصلاة إلى هذا الوقت.
قوله : (ويعرف انتصاف الليل). إلى آخره.
أقول : من أمكنه معرفة نقطة الجنوب فعرفها وتوجّه إليها فإذا رأى النجم الطالع عند غروب الشمس مال إلى الحاجب الأيمن فقد انتصف الليل ودخل وقت صلاة الليل.
ويعرف أيضا في أوقات مساواة الليل مع النهار تحقيقا أو تقريبا بطيّ الفرقدين من ابتداء الغروب مقدار ربع الدائرة ، فإنّهما يدوران حول الجدي في الليل والنهار دورة واحدة ، فمن ابتداء الغروب إذا أخذ ابتداء طيّه ودورانه إلى أن يتحقّق ربع الدائرة صار نصف الليل ، وإن تحقّق نصف الدائرة فهو وقت طلوع الشمس.
وأمّا في الأوقات التي يكون الليل طويلا والنهار قصيرا أو بالعكس ، يمكن معرفة الانتصاف بنوع من التخمين والتقدير لمن تمكّن منهما مثلا إذا اطّلع على الطيّ من ابتداء الغروب مقدار ربع الدائرة يقول : هذا انتصاف الليل في ليالي الاعتدال فإذا كان الليل أربع عشرة ساعة يصير مقدار السدس الربع أيضا لأنّ طيّ الفرقدين مقدار ربع الدائرة كان بقدر ست ساعات وهي منتهى النصف الأوّل وابتداء النصف الثاني في ليالي الاعتدال فكان طيّهما في ساعة مقدار السدس من الربع.
وعلى هذا الحساب لو كان الليل ثلاث عشرة ساعة أو أنقص أو أزيد فلو
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٠ الحديث ٨٩ ، الاستبصار : ١ / ٢٦٤ الحديث ٩٥٤ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١٩٥ الحديث ٤٩٠٣.