لكن يمكن الجواب عنها ، بأنّ الظنّ الاجتهادي حاصل فيه ، وهو يقوم مقام العلم ، للأخبار الدالّة على جواز الصلاة فيما لا يتمّ فيه على الانفراد ، سيّما مع ما عرفت فيها من ترك الاستفصال ، والعلّة المنصوصة وغيرها.
وأنّ الأصل عدم وجوب الاجتناب ، عمّا لم يثبت من الشرع وجوبه ، وأنّ ذلك لعلّه إجماعي ، وأنّ الأمر بالصلاة مطلق حتّى يثبت التقييد وغير ذلك.
تنبيه :
على طريقة الشيعة لا حاجة إلى شدّ رأس القارورة مع أمن التعدّي النجاسة منها ، كما صرّح به الشهيد في «الذكرى» (١).
نعم ؛ العامّة لمّا قاسوا ذلك بالحيوان المحمول ، قيّدوا به (٢).
الخامس : لو شرب خمرا أو أكل ميتة ، فقال في «المنتهى» : في وجوب قيئه نظر ، أقربه الوجوب ، لأنّ شربه محرّم ، فاستدامته كذلك (٣).
وتأمّل فيه في «الذخيرة» تمسّكا بأصالة البراءة (٤) ، وهو بمكانه لما عرفت ، وإن وجب القيء من جهة حرمتهما وضررهما بالروح وغير ذلك.
وعلى القول بالوجوب ؛ هل تبطل الصلاة في سعة الوقت؟ ففي «الذخيرة» لم يبعد بطلانها لكون الأمر بالشيء يقتضي النهي عن ضدّه ، والنهي عن العبادة يقتضي الفساد (٥).
وفيه نظر ، لما حقّق في محلّه من عدم الاقتضاء ، وربّما استدلّ للبطلان بأنّه
__________________
(١) ذكرى الشيعة : ١ / ١٤٣.
(٢) المجموع للنووي : ٣ / ١٥٠.
(٣) منتهى المطلب : ٣ / ٣١٨.
(٤) ذخيرة المعاد : ١٦١.
(٥) ذخيرة المعاد : ١٦١.