بالفلاة وليس عليه إلّا ثوب واحد وأصاب ثوبه مني ، قال : «يتيمّم ويطرح ثوبه ويجلس مجتمعا ويصلّي فيومي إيماء» (١).
وقويّه محمّد الحلبي عنه عليهالسلام : عن الرجل يجنب في الثوب أو يصيبه بول وليس معه ثوب غيره ، قال : «يصلّي فيه إذا اضطرّ إليه» (٢) ، إذ فرق بين أن يقول : يصلّي فيه بشرط الاضطرار إليه ، وأن يقول : يصلّي فيه ، لأنّه اضطرّ إليه.
فظهر ضعف ما أجاب عنها في «المعتبر» : بأنّ الاضطرار يكفي فيه عدم التمكّن من غيره (٣).
ويدلّ على المشهور أيضا العمومات الدالّة على المنع من الصلاة في النجس.
احتجّ الشيخ بهذه العمومات أيضا بعد الاحتجاج بالإجماع ، والروايتين الأوّلتين (٤) ، واجيب عن الأوّل : بأنّه إجماع في محلّ النزاع (٥).
وفساد هذا الاعتراض عرفته مرارا ، لأنّ الإجماع المنقول بخبر الواحد حجّة لشمول أدلّة حجيّة خبر الواحد له ، بل في الحقيقة هو أيضا خبر ، لأنّه عبارة عن الاتّفاق الكاشف عن قول المعصوم عليهالسلام قطعا ، والثّقة أخبر بذلك.
والخبر الواحد حجّة ، سواء كان حسّيا أو حدسيا ، كما هو المحقّق المسلّم ، ومن المسلّمات المبيّنات عدم ضرر خروج معلوم النسب وإن كان مائة ، فمجرّد النزاع كيف ينافي الإجماع ويضرّه ، والعبرة فيه بنقل الثّقة ، لا الثبوت علينا.
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ٤٠٦ الحديث ١٢٧٨ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٤٨٦ الحديث ٤٢٥١.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٢٤ الحديث ٨٨٣ ، الاستبصار : ١ / ١٦٩ الحديث ٥٨٤ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٤٨٥ الحديث ٤٢٤٦.
(٣) المعتبر : ١ / ٤٤٥.
(٤) الخلاف : ١ / ٤٧٥ و ٤٧٦.
(٥) ذخيرة المعاد : ١٦٩.