قلت : إنّ العلّامة يصحّح الحديث الذي في طريقه محمّد بن عبد الحميد المذكور ، وصحّح أيضا طريق الصدوق إلى منصور بن حازم وهو فيه (١) ، وغيره أيضا يعدّ حديثه صحيحا.
بل خالي العلّامة المجلسي رحمهالله حكم بتوثيقه صريحا (٢) ، وكذا المحقّق الشيخ محمّد شارح «الاستبصار» (٣).
مع أنّ قولهم : لم يوثّق صريحا ظاهر في ظهور توثيقه عندهم ، ومدارهم على الظهور وإن قالوا بأنّ التعديل من باب الشهادة أو الخبر ، لأنّ تعيين المشترك وترجيح التعديل على القدح (٤) بالظنون.
مع أنّ الأصل والظاهر عدم السقط في السند ، وكذا عدم التحريف والاشتباه ، وغير ذلك ، فتأمّل جدّا!
مع أنّ محمّد المذكور ممّن يروي عنه في «نوادر الحكمة» ، ولم يستثن القميّون رواياته عنه.
وهذا دليل على صحّة أحاديثه عندهم ، بل وعدالته أيضا ، على ما اعترف غير واحد من المحقّقين ، وحقّقته في حاشيتي على رجال الميرزا (٥).
وأمّا رواية عبد الرحمن ؛ ففي طريقها أبان بن عثمان الناووسي الذي لم يوثّقه أحد من هؤلاء المستدلّين بها ، بل ربّما حكموا بضعفه ، وربّما حكموا بقوّته ، لكونه ممّن أجمعت العصابة على ما نقله بعض مشايخ الكشّي (٦) ، وإن لم يعتبره الشيخ
__________________
(١) خلاصة الرجال للحلّي : ٢٧٧.
(٢) الوجيزة للعلّامة المجلسي رحمهالله : ١٦٤.
(٣) استقصاء الاعتبار في شرح الاستبصار : ١ / ٢١٢ و ٢١٣.
(٤) في (ز ٣) : الجرح.
(٥) تعليقات على منهج المقال : ٣٠٢.
(٦) رجال الكشّي : ٢ / ٦٧٣ الرقم ٧٠٥.