وفي الصحيح عن الصادق عليهالسلام «[إنّك] إذا أذّنت وأقمت صلّى خلفك صفّان من الملائكة وإن أقمت بغير أذان صلّى خلفك صف واحد» (١).
وورد أنّ حدّ هذا الصف ما بين المشرق والمغرب (٢). إلى غير ذلك من الأخبار.
ويستحبّان للمولود أيضا بأن يؤذّن في اذنه اليمنى ، ويقام في اليسرى.
ويستحب الأذان لغير ما ذكر أيضا ، مثل أن يقع في المواضع الموحشة ، لدفع الخيالات الحاصلة والغول ، وبعد أن لا يأكل اللحم أربعين يوما ، بأن يؤذّن في اذنه حفظا عن سوء الخلق ، بل لمطلق الحفظ عنه ، وأن يؤذّن قبل الصبح على ما ستعرف ، إلى غير ذلك.
ثمّ اعلم! أنّ الأذان هيئة متلقّاة من الشرع ، وكذا الإقامة ، وهما وحي من الله تعالى على ما ورد في أخبارنا (٣) ، واتّفق عليه الشيعة ، لا أنّه أخذه من عبد الله بن زيد ، لأنّه رأى في منامه ، كما اتّفق عليه العامة (٤).
بل عن ابن أبي عقيل ، أنّ الشيعة أجمعت على أنّ الصادق عليهالسلام لعن قوما زعموا أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أخذه منه (٥).
واعلم! أيضا أنّ المشهور أنّ الأذان والإقامة مستحبّان في الفرائض اليوميّة ، أداء وقضاء ، والجمعة مطلقا سيّما الرجال ، فإنّهما أشدّ استحبابا عليهم ، وخصوصا
__________________
الحديث ٦٨٥٤.
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٥٢ الحديث ١٧٤ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٣٨١ الحديث ٦٨٥١.
(٢) وسائل الشيعة : ٥ / ٣٨٢ الحديث ٦٨٥٥ و ٦٨٥٦.
(٣) وسائل الشيعة : ٥ / ٣٦٩ الحديث ٦٨١٤ ـ ٦٨١٦.
(٤) المغني لابن قدامه : ١ / ٢٤٢ و ٢٤٣ الفصل ٥٥٤.
(٥) نقل عنه الشهيد في ذكرى الشيعة : ٣ / ١٩٥.