والشيخ لمّا روى عن إسحاق الجريري ، عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «من جلس فيما بين أذان المغرب وإقامته كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله» (١). جمع بينهما وبين مرسلة سيف بأنّه إذا تضيق الوقت يكتفي في ذلك بنفس (٢).
لكن بملاحظة الإجماعين والفتاوى وشدّة الاهتمام بالمسارعة في فعل المغرب ، وضيق وقته ، يترجّح في النظر العمل برواية سيف خاصّة ، إلّا أن يقال بأنّ العمل برواية الجريري في مقام خاص ، وهو عدم استحباب المسارعة ، بل استحباب التأخير في الجمع بينه وبين العشاء ، فحينئذ لا ينافي الإجماعين والفتاوى ورواية سيف ، فتأمّل جدّا!
واعلم! أنّي لم اطلع على خبر يدلّ على الفصل بالسكوت ، إلّا رواية سيف السابقة ، بحمل النفس على السكوت ، ومع ذلك هي في المغرب خاصّة ، بدلا عن الجلوس.
واعلم! أنّ موثّقة عمّار عن الصادق عليهالسلام : أنّ «الحمد لله» يكفي للفصل (٣) ، وكذا لتسبيح ما. وفي صحيحة ابن مسكان أنّه رأى الصادق عليهالسلام لم يفصل بينهما (٤) أصلا.
قوله : (وإعادة الإقامة).
لو تكلّم في أثناء الأذان ، وإن كان عمدا ، لم يستحب الإعادة ، لعدم دليل عليها.
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٦٤ الحديث ٢٣١ ، الاستبصار : ١ / ٣٠٩ الحديث ١١٥١ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٣٩٩ الحديث ٦٩١٥ مع اختلاف يسير.
(٢) الاستبصار : ١ / ٣١٠ ذيل الحديث ١١٥١.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٨٥ الحديث ٨٧٧ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٣٩٩ الحديث ٦٩١٦ نقل بالمضمون.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٨٥ حديث ١١٣٨ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٣٩٩ الحديث ٦٩١٤ نقل بالمضمون.