وأين هذا من الصلاة إلى قبر واحد ، فضلا أن يكون قبره عليهالسلام لعدم تبادره! سيّما بعد ملاحظة ما ورد من الصلاة خلف قبره عليهالسلام ، ممّا نقل في كتب المزار ، بحيث يظهر من الناقل تجويزه للعمل به وبناؤه عليه.
مثل معتبرة أبي حمزة الثمالي عن الصادق عليهالسلام حيث قال فيها : «ثمّ تدور من خلفه إلى عند رأس الحسين عليهالسلام ، وتصلّي». إلى أن قال : «وإن شئت صلّيت خلف القبر وعند رأسه أفضل» (١). إلى غير ذلك من أخبار كثيرة معتبرة (٢).
مثل معتبرة محمّد بن قولويه في حديث زيارة الحسين عليهالسلام قال : «من صلّى خلفه صلاة واحدة يريد بها الله تعالى لقي الله تعالى يوم القيامة وعليه من النور ما يغشي كلّ شيء يراه» (٣).
ومثل ما رواه «الكافي» عن الصادق عليهالسلام حيث قال فيه : «تزور فتجعل قبر أبي عبد الله عليهالسلام بين يديك ، فصلّ ست ركعات ، وقد تمّت زيارتك» (٤).
وفيه أيضا عن الحسن بن عطيّة عن أبي عبد الله عليهالسلام أيضا «إذا فرغت من السلام على الشهداء فأت [قبر] أبي عبد الله عليهالسلام فاجعله بين يديك ثمّ تصلّي ما بدا لك» (٥).
وخصوصا بعد ما عرفت من الصحاح من عدم البأس أصلا في الصلاة بين القبور وأنّ المعارض لها لا يقاومها سندا ، سيّما بعد ما ورد من أنّ الذي يصلّي له أقرب إليه من حبل الوريد (٦) ، وأمثال ذلك ، خصوصا مع ظهور أنّ التشديد في
__________________
(١) كامل الزيارات : ٤١٧ الحديث ٦٣٩ ، بحار الأنوار : ٩٨ / ١٨٦ الحديث ٣٠.
(٢) في (ز ٣) زيادة : غاية الكثرة.
(٣) كامل الزيارات : ٢٣٨ الحديث ٣٥٦ ، وسائل الشيعة : ٥ / ١٦٢ الحديث ٦٢٢٥ مع اختلاف يسير.
(٤) الكافي : ٤ / ٥٧٧ الحديث ٢ ، وسائل الشيعة : ١٤ / ٤٩٣ الحديث ١٩٦٧٢ مع اختلاف يسير.
(٥) الكافي ٤ : ٥٧٨ الحديث ٤ ، وسائل الشيعة : ١٤ / ٥١٧ الحديث ١٩٧٢٦.
(٦) وسائل الشيعة : ٥ / ١٣٥ الحديث ٦١٣٧.