وإن ذلك هو الطريقة المعهودة بين جميع المسلمين في الأعصار والأمصار ، إلى أن صارت متبادرة إلى الذهن من عبارة الرفع ، وأنّه لم يؤمر في خبر ببسط الكفّ بعد القنوت أو الركوع ، أو غيرهما. فتأمّل جدّا!
بل في رواية منصور بن حازم ـ وهي قويّة جدّا ـ أنّه رأى الصادق عليهالسلام أنّه افتتح الصلاة فرفع يديه حيال وجهه ، واستقبل القبلة ببطن كفّيه (١).
بل الظاهر أنّه هو المناسب للابتهال والتضرّع الذي ورد أنّه علّة للرفع كما عرفت ، بل في رواية جميل السابقة (٢) ظهور ما أيضا كما لا يخفى على المتأمّل.
وسيجيء في حسنة الحلبي عن الصادق عليهالسلام ، الأمر ببسط الكفّين حين الرفع (٣) والتأكيد فيه.
ونقل عن جماعة من الأصحاب استحباب ضمّ الأصابع حين الرفع (٤) ، استنادا إلى رواية حمّاد المشهورة (٥) ، لأنّه ذكر في أوّلها الضمّ المذكور ، وظهر منها استمراره إلى الرفع المذكور ، وهو الرفع في تكبير الركوع ، والظاهر عدم الفرق ، كما يظهر من سياق الأخبار وفتاوى الأخيار.
ونقل الفاضلان عن المرتضى وابن الجنيد تفريق الإبهام وضمّ الباقي (٦) ، وفي «الذكرى» نقله عن المفيد وابن البرّاج وابن إدريس ، وجعله أولى ، وأسنده إلى
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٦٦ الحديث ٢٤٠ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٢٧ الحديث ٧٢٥٥.
(٢) وسائل الشيعة : ٦ / ٣٠ الحديث ٧٢٦٦.
(٣) الكافي : ٣ / ٣١٠ الحديث ٧ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٢٤ الحديث ٧٢٤٧.
(٤) المقنعة : ١٠٣ ، المهذّب : ١ / ٩٢ ، السرائر : ١ / ٢١٦ ، ذكرى الشيعة : ٣ / ٢٥٩.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٩٦ الحديث ٩١٦ ، أمالي الصدوق : ٣٣٧ الحديث ١٣ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٨١ الحديث ٣٠١ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٥٩ الحديث ٧٠٧٧.
(٦) المعتبر : ٢ / ١٥٦ ، تذكرة الفقهاء : ٣ / ١٢١.