يجزيه التكبير والتسبيح ، إلى غير ذلك ممّا هو أظهر دلالة.
منها : ما ذكره الفضل بن شاذان عن الرضا عليهالسلام أنّه قال : «أمر الناس بالقراءة في الصلاة لئلّا يكون القرآن مهجورا مضيّعا ، وليكون محفوظا مدروسا فلا يضمحلّ ولا يهجر ولا يجهل» ثمّ قال عليهالسلام : «وإنّما بدأ بالحمد دون سائر السور ، لأنّه ليس بشيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في الحمد ، وذلك لأنّ قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلّهِ) إنّما هو» (١). إلى آخر ما ذكره من الخير والحكمة بالنسبة إلى كلّ آية آية منها بل وكلّ (٢) كلمة كلمة ، إلى قوله تعالى (وَلَا الضّالِّينَ) فلاحظ «الفقيه» وغيره (٣).
وهذا نص فيما ذكرنا عن الفقهاء ، وسيجيء زيادة في تحقيق ذلك في بحث وجوب قراءة السورة ، فلاحظ.
فظهر أنّ نفس القراءة مطلوبة وجوبا وكونها في ضمن الحمد مطلوب آخر كذلك ، ككونها في ضمن السورة على المشهور ، كما ستعرف.
فمتى تعذّر مطلوب لا يسقط الآخر ، كما أنّه إذا تعذّر جزء من أجزاء مطلوب لا يسقط باقي الأجزاء إن كانت ، ولا يسقط الجزء الآخر إن انحصر فيهما ، لما عرفت من الأخبار الكثيرة التي هي حجّة عند الفقهاء ، يتمسّكون بها في المقامات التي يتعذّر أو يتعسّر جزء بأنّ الميسور لا يسقط بالمعسور وغير ذلك.
فعلى هذا إذا تعذّر أو تعسّر قراءة الحمد دون قراءة غيرها من القرآن يجب
__________________
٦ / ٤٢ الحديث ٧٢٩٢.
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٣ الحديث ٩٢٧ ، علل الشرائع : ٢٦٠ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١١٣ و١١٤ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٨ الحديث ٧٢٨٢ مع اختلاف يسير.
(٢) لم ترد في (د ١) و (ك) : كلّ.
(٣) مرّ آنفا.