وفيه ما فيه ، لأنّه رحمهالله كثيرا ما يفتي بشيء ثمّ يذكر بعد ذلك رواية معارضة له ويسكت ، وجدّي العلّامة رحمهالله بنى على أنّ ذكره الرواية ليس لأجل عمله ، بل اتّبع عادة المصنّفين ، كما اتّبع في غير «الفقيه» ، وإن كان ذكر في أوّله ما ذكره ، لأنّه بدا له ، ومرّ منّا احتمال عدم بأسه بالعمل بها ، وإن كان فتواه بغيرها (١) ، لكن لا بدّ من ملاحظة المقام.
وممّا ذكرنا نسب في «المختلف» القول بالتسع إلى والد الصدوق ، ثمّ قال : ورواه ابنه في «الفقيه» ، وقال : وهو اختيار أبو الصلاح (٢).
وفي «المعتبر» : أنّه مذهب حريز بن عبد الله السجستاني (٣).
فما في «المدارك» و «الذخيرة» من أنّه مذهب الصدوق (٤) محل تأمّل ، وكذا كونه مذهب أبو الصلاح ، لأنّ العلّامة في «المنتهى» نسب إليه القول بثلاث تسبيحات فتأمّل.
ونسب إلى المرتضى أنّه عشر تسبيحات (٥) ، وهو التسع الذي نسب إلى والد الصدوق وغيره ، مع زيادة «الله أكبر» بعد التسع ، وقال : وهو اختيار الشيخ في «الجمل» و «المبسوط» ، وابن إدريس ، وسلّار ، وابن حمزة ، وابن البرّاج (٦).
وعن ابن الجنيد أنّه قال : والذي يقال في مكان القراءة تحميد وتسبيح
__________________
(١) روضة المتّقين : ١ / ١٧.
(٢) مختلف الشيعة : ٢ / ١٤٦.
(٣) المعتبر : ٢ / ١٨٩.
(٤) مدارك الأحكام : ٣ / ٣٧٩ ، ذخيرة المعاد : ٢٧٠.
(٥) منتهى المطلب : ٥ / ٧٦.
(٦) مختلف الشيعة : ٢ / ١٤٦ ، لا حظ! الرسائل العشر (الجمل والعقود) : ١٨١ ، المبسوط : ١ / ١٠٦ ، السرائر : ١ / ٢٣٠ ، المراسم : ٧٢ ، الوسيلة إلى نيل الفضيلة : ٩٦ ، المهذّب : ١ / ٩٤.