اختاره بعض المتأخّرين وجعلها أصحّ ما ورد سندا ومتنا ودلالة ، فجعل الاثنتي عشر خلاف الاحتياط (١) ، وفيه ما عرفت.
وأمّا رواية محمّد بن عمران التي تمسّك بها والد الصدوق ، ففي «الفقيه» رواها كما رواها ، بزيادة لفظ «الله أكبر» في آخر التسبيحات الأربع بعينها من دون نقص (٢).
مع أنّه رحمهالله في كتابه «العلل» أيضا نقل هذه الرواية ، وفيها أيضا لفظ «الله أكبر» موجود ، إذ فيها : «فدهش وقال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، ولذلك [العلّة] صار التسبيح أفضل [من القراءة]» (٣).
مع أنّ مقام الدهشة الذي جعل علّة للتسبيح في الأخيرتين لا خصوصيّة له بالتسبيحات الثلاث دون «الله أكبر» حتّى يسقط في ذلك ، بل «الله أكبر» أنسب من البواقي ، سيّما من «الحمد لله» لأنّ الدهشة من ملاحظة العظمة ، والتكبير أنسب إليها البتّة.
ثمّ إنّه بضميمة ما ذكرنا لوالده تتميما لدليله (٤) تصير هذه الرواية دليلا آخر على الاثنتي عشر ، كما اختاره في «الفقيه» ، ولذا ما توجّه إلى توجيهه لها أصلا ، حين استدلّ بها على أفضليّة التسبيح.
وهذا أيضا ينادي بأنّ التسع لم يكن مذهبه ، وأنّ النسخة النادرة كانت اجتهادا فاسدا ، كما أنّ ما ذكرناه سابقا ينادي أيضا بذلك ، وأنّ مذهبه الاثنتا عشر على الأظهر ، أو مطلق الذكر ، فتدبّر.
وربّما يظهر منها انصراف لفظ التسبيح مطلقا إلى التسبيحات الأربع فتأمّل!
__________________
(١) بحار الأنوار : ٨٢ / ٨٩ ، الحدائق الناضرة : ٨ / ٤١٣.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٢ الحديث ٩٢٥ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١٢٣ الحديث ٧٥١١.
(٣) علل الشرائع : ٣٢٢ الحديث ١.
(٤) راجع! الصفحة : ٢٥٢ من هذا الكتاب.