أعجلني شيء؟ فقال : «لا بأس» (١).
والمتبادر من المرض والخوف وما يعجل في مثل المقام ـ سيّما مع ملاحظة كلام السيّد في دعواه الإجماع وخصوصا بعد ملاحظة ما تقدّم وما تأخّر من الأدلّة ـ هو الذي يمنع عن السورة ، أو يكون قراءة السورة معه حرجا وعسرا ، لا ما ليس كذلك.
ولو لم يكن كذلك لم يكن لسؤال هؤلاء الأجلّة عن حاله بخصوصه وجه أصلا ، مع أنّه لو كان المراد مجرّد الحاجة أعم من أن يكون ضروريّة أو لا لما قال «أعجلت به حاجة» أو «أعجلني شيء» ، لأنّ الظاهر منه أنّ الحاجة أوقعته في التعجيل والظاهر منه أنّها الحاجة إليه ، مع أنّ العدول عنه إليه مع كون الأوّل أخصر وموافق التعارف في المكالمات ، والثاني صيغة التعدية ومادّته التعجيل ، وكون الحاجة فاعلا والمكلّف مفعولا ، وتقديمه على قوله عليهالسلام : «تخوّف شيئا» (٢) له زيادة ظهور فيما ذكرناه ، كما لا يخفى على الفطن.
وفي صحيحة ابن مسلم عن الباقر عليهالسلام : عن الذي لا يقرأ فاتحة الكتاب [في صلاته] ، قال : «لا صلاة إلّا أن يقرأ بها في جهر أو إخفات» ، قلت : أيّهما أحبّ إليك إذا كان خائفا أو مستعجلا ، يقرأ سورة أو فاتحة الكتاب؟ قال : «فاتحة الكتاب» (٣).
وهذه تدلّ على أنّ القراءة الواجبة كانت ظاهرة الشمول للحمد والسورة إلى أن سأل الفقيه الجليل ، وأجابه عليهالسلام بما أجابه ، وأقرّه على معتقده ، ولم ينكر عليه
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣١٤ الحديث ٧ ، الاستبصار : ١ / ٣١٤ الحديث ١١٧٠ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٤٠ الحديث ٧٢٩٠.
(٢) وسائل الشيعة : ٦ / ٤٠ الحديث ٧٢٨٧.
(٣) الكافي : ٣ / ٣١٧ الحديث ٢٨ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١٤٧ الحديث ٥٧٦ ، الاستبصار : ١ / ٣١٠ الحديث ١١٥٢ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٣٧ الحديث ٧٢٨٠ مع اختلاف يسير.