وفي الطريق ابن بكير وهو كالثقة أو ثقة ، ولا شكّ في حجيّة خبره ، والقاسم ابن عروة وهو معتبر ، كما حقّقنا في الرجال (١) ، مع الانجبار بالشهرة سيّما هذه الشهرة ، بل الظاهر الإجماع ، وأنّ ابن الجنيد خارج معلوم النسب ، بل عرفت الإجماعات المنقولة.
ويدلّ عليه صحيحة عثمان بن عيسى وهو ممّن أجمعت العصابة (٢) ـ عن سماعة ـ وهو أيضا كذلك ، مضافا إلى توثيقه مرّتين ، وامور اخر دالّة على غاية جلالته ، وكونه اثنى عشريّا ، مع ما عرفت من الجوابر ـ قال : «من قرأ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) فإذا ختمها فليسجد ، فإذا قام فليقرأ فاتحة الكتاب وليركع ، وإن ابتليت بها مع إمام لا يسجد فيجزيك الإيماء والركوع ، ولا تقرأ في الفريضة ، اقرأ في التطوّع» (٣).
ويظهر من هذه الرواية أنّ العامّة يقرءون ـ بل المشاهد الآن أنّهم يقرءون ـ والشيعة بالمرّة يتركون ، بل كان في الأعصار السابقة أيضا كذلك ، إلى أن كان شعارهم كما أنّ القراءة كانت من شعار العامّة.
فالأخبار المعارضة محمولة على التقيّة ، كما حملها الأصحاب ، مثل صحيحة ابن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام : عن الرجل يقرأ السجدة فينساها حتّى يركع ويسجد ، قال : «يسجد إذا ذكر إذا كانت من العزائم» (٤). إلى غير ذلك من الأخبار.
ومع ذلك لا يصلح شيء منها دليلا لابن الجنيد بأنّه يومئ بالسجود ثمّ بعد
__________________
(١) تعليقات على منهج المقال : ٢٦٣ و٢٦٤.
(٢) رجال الكشي : ٢ / ٨٣٠ الرقم ١٠٥٠.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٩٢ الحديث ١١٧٤ ، الاستبصار : ١ / ٣٢٠ الحديث ١١٩١ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١٠٢ الحديث ٧٤٥٥ ، ١٠٥ الحديث ٧٤٦١.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٩٢ الحديث ١١٧٦ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١٠٤ الحديث ٧٤٥٩.