المصنّف ، وهي رواية معتبرة قطعا فيها قرائن على الصحّة والحقيّة.
وصرّح في «الفقيه» باعتبارها وحجيّتها حتّى قال : ولذلك اخترناها من بين السور بالذكر في هذا الكتاب (١) ، فيظهر وجه فتواه بالعكس ، كما ذكره المصنّف.
مضافا إلى رواية الكليني عن أبي علي بن راشد قال : قلت لأبي الحسن عليهالسلام : جعلت فداك ، إنّك كتبت إلى محمّد بن الفرج تعلّمه أنّ أفضل ما يقرأ في الفريضة «إنّا أنزلناه» و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، وإنّ صدري ليضيق بقراءتهما في الفجر ، فقال : «لا يضيقن صدرك بهما ، فإنّ الفضل والله فيهما» (٢).
مع أنّه رحمهالله قال في «الفقيه» بعد ذلك : ويستحب قراءة «القدر» في الاولى ، و «التوحيد» في الثانية ، لأنّ القدر سورة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام ، فيجعلهم المصلّي وسيلة إلى الله ، لأنّه بهم وصل إلى معرفته. وأمّا التوحيد ، فالدعاء على أثرها مستجاب ، وهو القنوت (٣) ، انتهى.
وفي توقيعات الصاحب عليهالسلام إلى الحميري : إنّ العالم عليهالسلام قال : «عجبا لمن لم يقرأ في صلاته (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) كيف تقبل صلاته» و [روي] «ما زكت صلاة لم يقرأ فيها (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)» (٤).
وفيه أيضا إشارة إلى تقديم «القدر» ، وذكرنا سابقا مدح الصلاة بـ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وحدها (٥) ، بل روي : «أنّ صلاة الأوّابين الخمسون كلّها بـ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (٦).
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٢ ذيل الحديث ٩٢٣.
(٢) الكافي : ٣ / ٣١٥ الحديث ١٩ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٧٨ الحديث ٧٣٩٥.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٧ ذيل الحديث ٩٣٢.
(٤) الاحتجاج : ٤٨٢ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٧٩ الحديث ٧٣٩٩.
(٥) راجع! الصفحة : ٤١٢ و٤١٣ من هذا الكتاب.
(٦) الكافي : ٣ / ٣١٤ الحديث ١٣ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٤٩ الحديث ٧٣١٠.