الباقر عليهالسلام على روايات الكاظم عليهالسلام ، سيّما إذا كان الراوي علي بن يقطين ، لكون المناسب بالنسبة إليه ما هو أوفق بمذاق خلفاء بني العبّاس ، ربّما يشكل علينا الآن ترجيح روايته الواحدة على الصّحاح وغيرها ، والمقام مقام الاستحباب ، لا مضايقة فيه ، إنّما الكلام في الأرجح بالنظر إلى الأدلّة.
والصدوق قال : وروي : «أنّ من قرأ في الوتر بالمعوذتين ، و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، قيل له : أبشر يا عبد الله فقد قبل الله وترك» (١) ، انتهى.
وفي رواية أبي الجارود عن الصادق عليهالسلام : «إنّ عليّا عليهالسلام كان يوتر بتسع سور» (٢).
وفي رواية رجاء بن أبي الضحّاك : أنّ الرضا عليهالسلام كان يقرأ في كلّ من ركعتي الشفع الحمد مرّة والتوحيد ثلاث مرّات ، وفي الوتر يتوجّه فيها ويقرأ بعد الحمد التوحيد ثلاث مرّات ، و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ) مرّة (٣).
قوله : (وقراءة التوحيد). إلى آخره.
قد عرفت مدح وقوع الصلاة بالتوحيد مطلقا ، وأنّ صلاة الأوّابين كون الخمسين ركعة من الفرائض والنوافل اليوميّة كلّها بالتوحيد ، إلى غير ذلك ممّا ذكرنا (٤) وما لم نذكر ، ممّا هو في كتب الأخبار ، سيّما في كتب الأدعية والنفلية مذكور.
في «الكافي» بسنده إلى أبي هارون المكفوف أنّه قال : سأل الصادق عليهالسلام
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣٠٧ الحديث ١٤٠٤ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١٣٢ الحديث ٧٥٣٩ مع اختلاف يسير.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٣٣٧ الحديث ١٣٩٠ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٥٢ الحديث ٧٣١٩ مع اختلاف يسير.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١٩٥ الحديث ٥ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٥٥ الحديث ٤٤٩٦.
(٤) راجع! الصفحة : ٤١٢ و٤١٣ و٤١٧ و٤١٨ من هذا الكتاب.