وهذه الموثّقة هكذا رويت ، وفي دلالتها على مطلوب المحقّق وهن ، إلّا أنّ المحقّق في «المعتبر» رواها هكذا : المريض إذا لم يقدر أن يصلّي قاعدا يوجّه كما يوجّه الرجل في لحده (١). وتبعه على ذلك الشهيدان (٢) ، لكن المحقّق في «المعتبر» ، والعلّامة في «المختلف» ذكرا حمّاد بدل عمّار (٣).
والظاهر أنّه وهم ، مضافا إلى الوهن ، فكيف تقاوم الأخبار الاخر؟ سيّما صحيحة أبي حمزة عن الباقر عليهالسلام : لقوله تعالى (وَعَلى جُنُوبِهِمْ) (٤) الذين أضعف من المريض الذي يصلّي جالسا (٥).
مضافا إلى قوله تعالى (وَعَلى جُنُوبِهِمْ) وتفسير المفسّرين بما فسّر في الصحيحة (٦).
ويدلّ على ذلك موثّقة سماعة قال : سألته عن المريض لا يستطيع الجلوس ، قال : «فليصلّ وهو مضطجع ، وليضع على جبهته شيئا [إذا سجد] ، فإنّه يجزي عنه ولن يكلّف الله ما لا طاقة له به» (٧).
قال في «المنتهى» : ولو عجز عن القعود صلّى مضطجعا على الجانب الأيمن بالإيماء مستقبل القبلة بوجهه ، ذهب إليه علماؤنا ، وبه قال مالك والشافعي وأحمد ، وقال سعيد بن المسيب : يصلّي مستلقيا ووجهه ، ورجلاه إلى القبلة ، وهو قول
__________________
(١) المعتبر : ٢ / ١٦١
(٢) ذكرى الشيعة : ٣ / ٢٧١ ، روض الجنان : ٢٥١.
(٣) المعتبر : ٢ / ١٦١ ، مختلف الشيعة : ٣ / ٣٣.
(٤) آل عمران (٣) : ١٩١.
(٥) الكافي : ٣ / ٤١١ الحديث ١١ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١٦٩ الحديث ٦٧٢ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٨١ الحديث ٧١١٣ مع اختلاف يسير.
(٦) تفسير العيّاشي : ١ / ٢٣٥ الحديث ١٩٢ ، البرهان في تفسير القرآن : ١ / ٣٣٣ ، تفسير الصافي : ١ / ٤٠٨.
(٧) تهذيب الأحكام : ٣ / ٣٠٦ الحديث ٩٤٤ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٨٢ الحديث ٧١١٧.