بوجهه القبلة» (١) ، فإنّ ظاهره كون نفس الوجه مقابل القبلة ، والمستلقي باطن رجليه مقابل لها حقيقة.
وأمّا الوجه فهو إلى السماء ، كما صرّح به في «المنتهى» ، في جواب احتجاج سعيد بن المسيّب وموافقيه (٢).
مع أنّ الفقهاء قالوا : معنى استقبال المستلقي للقبلة أنّه لو جلس يكون مستقبل القبلة (٣).
وأمّا قوله عليهالسلام : فكيف ما قدر (٤) لا يأتي عنه ، لكونه مشروطا باستقبال الوجه إلى القبلة ، وقال : هذا القول بعينه في الجنب الأيمن أيضا ، فتأمّل!
ثمّ اعلم! أنّ جميع ما ذكر إذا تيسّر المجموع ، وأما إذا لم يتيسّر الاستلقاء فالأيسر متعيّن ، كما أنّه إذا لم يتيسّر الأيسر يكون الاستلقاء متعيّنا ، لأنّ الميسور لا يسقط بالمعسور ، والصلاة لا تسقط كيف ما قدر ، يظهر ذلك من تضاعيف الأخبار ، سيّما الموثّقة (٥) ، فتأمّل!
واعلم! أنّ الحال في الانتقال من الأيمن إلى الأيسر ، وكذا منه إلى الاستلقاء ، كما ذكره في الانتقالات السابقة ، من أنّه إن كان العجز كلّا فكلّا ، وإن جزء فجزء ، وأنّ العجز يكفيه المشقّة الشديدة التي لا تتحمّل عادة ، ويكون الإلزام والالتزام حرجا في الدين ، منافيا لليسر المراد في قوله تعالى (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) (٦)
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٣ / ١٧٥ الحديث ٣٩١ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٨٣ الحديث ٧١٢٢.
(٢) منتهى المطلب : ٥ / ١٢.
(٣) نهاية الأحكام : ١ / ٤٤١ ، روض الجنان : ٢٥٢ ، الروضة البهية : ١ / ٢٥١.
(٤) راجع! الصفحة : ٨١ من هذا الكتاب.
(٥) لاحظ! وسائل الشيعة : ٥ / ٤٨١ الباب ١ من أبواب القيام ، ٤٨٣ الحديث ٧١٢٢.
(٦) البقرة (٢) : ١٨٥.