ونحو الآية قوله : «لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها».
ثم بين أن الأرزاق تتحول من عسر إلى يسر والعكس بالعكس فقال :
(سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) أي سيجعل الله بعد شدة رخاء ، ومن بعد ضيق سعة ، ومن بعد فقر غنى ، فالدنيا لا تدوم على حال كما قال سبحانه : «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً».
وهذا كالبشرى للمؤمنين الذين كان يغلب عليهم الفقر والفاقة فى ذلك الحين.
(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (٨) فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً (٩) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (١٠) رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً (١١))
شرح المفردات
وكأين من قرية : أي كثير من أهل القرى ، عتت : أي تجبرت وتكبرت ، نكرا : أي منكرا عظيما ، وبال أمرها : أي عاقبة عتوّها ، خسرا : أي خسارة فى الآخرة ، ذكرا : أي قرآنا ، رسولا : أي وأرسل رسولا.