نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٨))
شرح المفردات
قوا أنفسكم : أي اجعلوا لها وقاية من النار بترك المعاصي ، وأهليكم : أي بحملهم على ذلك بالنصح والتأديب ، والوقود (بفتح الواو) : ما توقد به النار ، والحجارة : هى الأصنام التي تعبد لقوله تعالى : «إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ» ملائكة : هم خزنتها التسعة عشر ، غلاظ : أي غلاظ القلوب لا يرحمون إذا استرحموا ، شداد : أي أقوياء الأبدان ، والتوبة النصوح : هى الندم على مافات والعزم على عدم العودة إلى مثله فيما هو آت.
المعنى الجملي
بعد أن أمر بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالتوبة عما فرط من الزلات ، وأبان لهم أن الله كالئ رسوله وناصره ، فلا يضره تظاهرهن عليه ، ثم حذرهن من التمادي فى مخالفته صلى الله عليه وسلم خوفا من الطلاق وحرمانهم من الشرف العظيم بكونهنّ أمهات المؤمنين ومن استبدالهنّ بغيرهنّ من صالحات المؤمنات ـ أمر المؤمنين عامة بوقاية أنفسهم وأهليهم من نار وقودها الناس والحجارة يوم القيامة ، يوم يقال للكافرين : لا تعتذروا فقد فات الأوان ، وإنما تلقون جزاء ما عملتم فى الدنيا ، ثم أمر المؤمنين أن يقلعوا عن زلاتهم ، وأن يتوبوا توبة نصوحا ، فيندموا على ما فرط منهم من الهفوات ، ويعزموا على عدم العودة فيما هو آت ، ليكفر الله عنهم سيئاتهم ويدخلهم جنات النعيم.