الأجانب بأزواجهن كذبا وبهتانا ، ولا يعصينك فيما تأمرهن به أو تنهاهن عنه كالنّوح وتمزيق الثياب وجزّ الشعر وشق الجيوب وخمش الوجوه ، وألا تخلو امرأة بغير ذى رحم محرم ـ فبايعهن على ذلك ، والتزم لهن الوفاء بالثواب إن هن أطعنك فى كل ذلك ، واطلب لهن المغفرة من الله ، إنه هو الغفور الرحيم لهن إذا وفّين بما بايعن عليه.
وعن عروة بن الزبير عن خالته أم المؤمنين عائشة قالت : «جاءت فاطمة بنت عتبة تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عليها : ألّا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين» الآية ، قال فوضعت يدها على رأسها حياء فأعجبه ما رأى منها ، فقالت عائشة : أقرّى أيتها المرأة ، فو الله ما بايعنا إلا على هذا ، قالت فنعم ، فبايعها بالآية».
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ (١٣))
شرح المفردات
غضب الله عليهم : أي طردهم من رحمته ، من الآخرة : أي من ثوابها ونعيمها ، من أصحاب القبور : أي من رجوع موتاهم إليهم ، لأنهم لا يعتقدون ببعث ولا نشور.
المعنى الجملي
نهى سبحانه أول السورة عن موالاة المشركين ، وذكر الموانع التي تمنع من موالاتهم ، ثم أوعد على ذلك ، ولما كان الأمر فى ذلك جدّ خطير فى سياسة الدولة