قلت : فما أبوابها؟
قال : أبوابها مختلفة ، باب الرحمة من ياقوتة حمراء.
قلت : فما حلقته؟
قال : ويحك كف عني فقد كلفتني شططاً (١).
قلت : ما أنا بكاف عنك حتى تؤدي إلي ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك.
قال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء لا حلق له.
وأما باب الشكر فإنه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان مسيرة ما بينهما خمسمائة عام ، له ضجيج وحنين يقول : اللهم جئني بأهلي.
قلت : هل يتكلم الباب؟
قال : نعم ينطقه ذو الجلال والإكرام.
وأما باب البلاء.
قلت : أليس باب البلاء هو باب الصبر؟
قال : لا.
قلت : فما البلاء؟
قال : المصائب والأسقام والأمراض والجذام ، وهو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد ما أقل من يدخل منه!
قلت : رحمك الله! زدني وتفضّل علي فإني فقير.
قال : يا غلام! لقد كلفتني شططاً ، أما الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون ، وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى الله عزّوجلّ المستأنسون به.
__________________
(١) اي أمراً شاقّاً.