فو الذي بعثك بالحق ما لي ولعلي منذ خمس سنين إلا مسك (١) كبش نعلف عليها بالنهار بعيرنا فإذا كان الليل افترشناه.
وإن مرفقتنا لمن أدم حشوها ليف (٢).
فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا سلمان! إن ابنتي لفي الخيل السوابق.
ثم قالت : يا أبت! فديتك ما الذي أبكاك؟ فذكر لها ما نزل به جبرئيل من الآيتين المتقدمتين.
قال : فسقطت فاطمة عليها السلام على وجهها وهي تقول : الويل ثم الويل لمن دخل النار.
فسمع سلمان فقال : يا ليتني كنت كبشاً لأهلي فأكلوا لحمي ومزقوا جلدي ولم أسمع بذكر النار.
وقال أبوذر : يا ليت أمي كانت عاقراً ولم تلدني ولم أسمع بذكر النار.
وقال مقداد : يا ليتني كنت طائراً في الفقار ولم يكن علي حساب ولا عقاب ولم أسمع بذكر النار.
وقال علي عليه السلام : يا ليت السباع مزقت لحمي وليت أمي لم تلدني ولم أسمع بذكر النار.
ثم وضع علي عليه السلام يده على رأسه وجعل يبكي ويقول : وا بعد سفراه! وا قلة زاداه! في سفر القيامة يذهبون ، في النار يترددون ، وبكلاليب النار يتخطفون ، مرضى لا يعاد سقيمهم ، وجرح لا يداوى جريحهم ، وأسرى لا يفك أسرهم ، من النار يأكلون ، ومنها يشربون ، وبين أطباقها يتقلبون ، وبعد لبس القطن مقطعات النار يلبسون ، وبعد معانقة الأزواج مع الشياطين مقرنون» (٣).
١٢ ـ حديث موفق مولى أبي الحسن عليه السلام قال :
__________________
(١) المسك هو الجلد.
(٢) الاُدُم جمع الأديم ، وهو الجلد المدبوغ ، والليف قشر النخل.
(٣) بحار الأنوار : ج ٨ ، ص ٣٠٣ ، ب ٢٤ ، ح ٦٢.