«كان مولاي أبو الحسن عليه السلام إذا أمر بشراء البقل يأمر بالإكثار منه ومن الجرجير (١) فيشترى له ، وكان يقول عليه السلام : ما أحمق بعض الناس يقولون : إنه ينبت في واد في جهنم ، والله عزّوجلّ يقول : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) (٢) فكيف تنبت البقل» (٣).
١٣ ـ جديث سيّدنا عبد العظيم بن عبدالله الحسني عن الإمام محمد بن علي الرضا عن آبائه عن أميرالمؤمنين علي عليهم السلام قال :
«دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وآله فوجدته يبكي بكاءً شديداً.
فقلت له : فداك أبي وأمي يا رسول الله! ما الذي أبكاك؟
فقال : يا علي! ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد ، فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدّة عذابهن ، ـ ثم ذكر حالهن إلى أن قال :
فقالت : فاطمة حبيبي وقرة عيني أخبرني ما كان عملهن.
فقال : أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال ، وأما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها ، وأما المعلقة بذدييها فإنها كانت ترضع أولاد غير زوجها بغير إذنه وأما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها ، وأما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس ، وأما التي تشد يداها إلى رجليها وتسلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة الوضوء والثياب وكانت لا تغسل من الجنابة والحيض ولا تتنظف وكانت تستهين بالصلاة ، وأما العمياء الصماء الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها ، وأما التي كانت تقرص لحمها بالمقاريض فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال ، وأما التي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تجر أمعاءها فإنها كانت قوّادة ، وأما التي كان رأسها رأس خنزير
__________________
(١) الجرجير هي البقلة المعروفة وتسمّى بالفارسيّة : تره تيزك.
(٢) سورة البقرة ، الآية ٢٤.
(٣) بحار الأنوار : ج ٨ ، ص ٣٠٦ ، ب ٢٤ ، ح ٦٥.