وقال السيّد شبّر :
(فالقول بالمعاد الجسماني ممّا اتّفق عليه جميع المليّين ، وهو من ضروريّات الدين ... وقد نفاه أكثر ملاحدة الفلاسفة تمسّكاً بامتناع اعادة المعدوم ، ولم يقيموا دليلاً على ذلك ولا برهاناً شافياً هنالك ، بل تمسّكوا تارة في مثل هذا المطلب العظيم والأمر الجسيم في مقابلة الآيات القرآنيّة والأحاديث المتواترة المعصوميّة بالبداهة ، وتارة بشبهات واهية أوهن من بيت العنكبوت ، وانه لأوهن البيوت ...
القول بالمعاد الجسماني والروحاني معاً أقوى المذاهب ، وهو الذي دلّت عليه الآيات القرآنيّة ، والأحاديث المعصوميّة ، وأيّدته المؤيّدات العقليّة) (١).
وقال الشيخ كاشف الغطاء الكبير في تعداد المعارف التي هي من اُصول الاسلام ومن أنكر واحداً منها عرف بالكفر بين الأنام :
(الثالث : المعاد الجسماني ، ويجب العلم بأنّه تعالى يعيد الأبدان بعد الخراب ، ويعيدها هيئتها الاُولى بعد أن صارت إلى التراب ، ويُحلّ بها الأرواح على نحو ما كانت ، ويضمّها إليها بعد ما انفصلت وبانت) (٢).
فتلاحظ أنّ الوفاق والاجماع على المعاد صريح في كلمات علمائنا الأمجاد ، اتّفاقاً من جميع الديّانين ، واجماعاً من كلّ المسلمين ، بحيث قال الرازي في محكي كتاب نهاية العقول :
(نعلم باضطرار اجماع الأنبياء من أوّلهم إلى آخرهم على اثبات المعاد البدني فوجب القطع بهذا المعاد) (٣).
٤ ـ دليل العقل :
__________________
(١) حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ٢٧ و٣٨.
(٢) كشف الغطاء : ص ٣.
(٣) حكاه في حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ٣٦.