جميع الأرض البسيطة ، وبالنسبة إلى جميع الخلق والخليقة.
لذلك يحكم العقل على أساس العدل بتحقّق يوم الفصل.
ثانياً : أن الحكمة الالهيّة البالغة تقضي بيوم المعاد ومجازاة العباد ، وإلاّ لكان التكليف وعناء الكلفة عبثاً ، وكان إرسال الأنبياء لغواً ، وكان الوعد والوعيد باطلاً ، وحاشا الحكيم العليم عن ذلك أبداً.
فلابدّ وأن يتحقّق العود والرجوع هنالك باقتضاء الحكمة ، حتّى لا يلزم العبث واللغو والبطلان.
فيحكم العقل على أساس حكمة الله الحكيم بتحقّق ذلك اليوم العظيم لمجازات التكاليف وانجاز مواعيد الأنبياء ، وقد كان إكتساب الطاعة والعصيان بالجسم والروح معاً ، فلابدّ بحكم العقل من رجوع كليهما معاداً.
ثالثاً : أنّه لو لم يكن ذلك اليوم الخالد ولم يظهر الفرق بين المطيع والعاصي في الجزاء لتساوي الأنبياء النبلاء مع أشقى العصاة الأشقياء ، ولتعادل جبابرة الكافرين مع كبار المؤمنين ، واستوى البر والفاجر ، وتوازن الظلم والعدل والحق مع الباطل والنور مع الظلمة.
وهذا شيء قبيح ، مخالفٌ للحق الصريح ، فيحكم العقل باستحالته على الله تعالى ، والحكيم المولى.
وعليه فالعقل حاكم على أساس الحسن وعدم استلزام القبح بضروريّة يوم الحشر للانسان ، وقيام المعاد والميزان ، لتمييز الحق وإبطال الباطل ، وتمييز المطيع عن العاصي.
رابعاً : انّ الوجدان الذاتي يدرك بكلّ وضوح أنّ الانسان لم يخلق للحياة الحيوانيّة والأكل والشرب والتمتع والتلذّذ في العالم الدنيا فحسب ..
فقد زوّد بالعقل الحكيم الذي يوصل الانسان إلى أعلى مستويات الكمال ، ولا يقف